عيون الصحراء : العيون
أكد أباد بلاهي نائب رئيس جهة العيون الساقية الحمراء في افتتاح " precop العيون أن هذا الحدث يشكل مناسبة لكافة المهتمين بالمجال البيئي لإثارة اضرار التغيرات المناخية وأثرها على جهاتنا الجنوبية، كما أنها فرصة لتدارس سبل التغلب على الإكراهات البيئية والبحث لها عن حلول وتكثيف الجهود للتقليل من حدة الآثار التي يتسبب فيها الاحتباس الحراري.
وأضاف أنه اعتبارا لكون الجهة المناخية الجنوبية ضمن الجهات الأربعة ، على صعيد المملكة التي نالت شرف الإعداد والإشراف والتتبع القبلي في إطار التعبئة المتواصلة من أجل مشاركة وازنة للجهات الجنوبية الثلاث في فعاليات الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخCop22
وأبرز أن هذه القمة، تعتبر تزكية صريحة وواضحة للأدوار الطلائعية التي تؤديها بلادنا وينتظر أن تقوم بها في مجال الدبلوماسية المناخية التي أصبح لها الدور الكبير في حماية البيئة والحد من التأثيرات المناخية ، حيث يوجد المغرب منذ مدة ، بحكم موقعه الجغرافي ،في قلب الانشغال العالمي بآفة التغيرات المناخية التي تهدد الكوكب الذي نعيش فيه. مما يطرح، ضرورة ترتيب الأولويات في الأجندة العالمية حول المناخ خلال القمة التي ستحتضنها مدينة مراكش ابتداء من 7-18 نونبر 2016 ، والتي أطلق عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس "قمة العمل" في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في الدورة الثانية لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول التغيرات المناخية المنعقدة بطنجة في 18-19 يوليوز 2016
وأضاف المتحدث أنه انطلاقا من كوننا ننتمي جميعا لهذه الجهة المناخية الجنوبية فإن المشترك فيما يتعلق بالتهديدات المناخية، لابد له حتى تتم المعالجة الفعالة في أفضل الشروط، من التشخيص حسب الخصوصيات نظرا لطبيعة المنطقة التي تواجه رهانات وتحديات بيئية كبرى تفرض تحديد القضايا والمشاكل البيئية الرئيسية ، والبحث عن حلول بشأنها و بلورة سياسات ترمي إلى تعزيز إجراءات المحافظة وتحقيق التنمية المستدامة خاصة في ظل ظواهر عالقة ، أصبحت تشكل علامة فارقة تميز الجهات الجنوبية ،كما هو الحال بالنسبة لظاهرة زحف الرمال باعتبارها هي السبب الرئيسي في دمار و تدهور البنيات التحتية في الأقاليم الجنوبية ، وما ينتج عن ذلك من تبعات و تكاليف باهظة ،إضافة إلى كون هذه الجهات ذات مناخ جاف يستوجب التركيز على التخفيف و التكييف والحد من هدر المقدرات الطبيعية لهذه المناطق من خلال العمل على وضع مخططات لحماية و تأهيل البيئة الجهوية .
وأخبر نائب رئيس الجهة الحضور بالتزام مجلس الجهة بإدراج البرامج المتعلقة بالمحافظة على الغطاء النباتي و محاربة التصحر ضمن برامج التنمية الجهوية المندمجة لجهة العيون الساقية الحمراءّ،خاصة ما يتعلق بمحور خلق أحزمة خضراء حول المراكز الكبرى للجهة و محور المنشآت المائية والحماية من الفيضانات في إطار عقد البرنامج لإنجاز وتمويل برامج التنمية المندمجة برسم السنوات 2016-2021.
وأكد على أن الأمر إذن يفرض علينا جميعا ضرورة التعامل الجاد و المسؤول مع كل المخاطر والتهديدات ،الماسة والملوثة لفضاءنا خاصة منها تلويث مياه المحيط والفرشة المائية ووجود نفايات سائلة تحتاج للمعالجة إلى غير ذلك من الإكراهات و المعيقات .مما يفرض علينا الانخراط بشكل فعلي في السياسات القطاعية و الوطنية الهادفة إلى إعداد إستراتيجيات و برامج عاجلة لمواجهة التغيرات المناخية.
وشدد على أنهذا الحدث يبتغي تكثيف النقاش و التداول بشأن كل هذه الانشغالات بغية التخفيف و التكيف مع التغيرات المناخية ، والتوعية بالإكراهات وتداعيات الاحتباس الحراري ، والاستفادة من الفرص التي تتيحها مثل هذه اللقاءات الجهوية لجلب المنفعة من قبيل نقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة و أجرأة تعهدات Cop 21 بباريس، و تنزيلها بما يضمن استفادة جهتنا باعتبارها جهة غنية حضاريا ومفتوحة جغرافيا ، ولما تتوفر عليه من مؤهلات في المجال البيئي،تعززت بمنظومة قوانين بيئية متطورة ، على رأسها إدخال البعد البيئي في دستور 2011 ، ومبادرات هامة وجريئة في هذا الشأن كان محطتها الرئيسية بتاريخ فاتح يوليوز الذي سيؤرخ لنهاية تصنيع و تسويق البلاستيك غير المتحلل والقاتل للبيئة و هو دليل وعربون ترحيب ب ال PréCop Laâyoune و Cop 22.
ودعا في كلمته إلى أن يكون الجميع مثالا للمثابرة والجدية في العمل بما يتناسب وحجم التحديات الملقاة علينا كجهة مناخية ، لنكون في الموعد ونرتقي بجهاتنا لخلق دينامية خاصة بنا على أمل إيداع الحلول لنصارع من أجل فرضها و تطبيقها و تسليط الضوء على كل المبادرات المتعلقة بالعمل من أجل بيئة أفضل في منطقتنا و صياغة أفكار مبتكرة في محاولة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، مع التأكيد على أهمية ومكانة صوت الجهات الجنوبية للمملكة المغربية و خصوصياتها في مؤتمر مراكش، و إدراج هذا الصوت ضمن أجندة الحلول، وربط تطوير أهداف التنمية المستدامة بتثمين المبادرات المحلية الهادفة.
وشكر كل من ساهم في إنجاح التحضيرات الجارية منذ اشهر استعدادا لهذه القمة المناخية الكبرى. التي اعد مناسبة ايضا لتثمين مجهودات شركائنا الذين انخرطوا في التعبئة لهذا الحدث الاستثنائي، وهي ولاية العيون ، وجهة كلميم واد نون وجهة الداخلة وادي الذهب، فضلا عن الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية وجامعة الحسن الأول بسطات واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون السمارة.